من هدى النبوة
عن عَمّارِ بنِ يَاسِرٍ قال سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ: "إنّ الرّجُلَ لَيَنْصَرِفُ وَمَا كُتِبَ لَهُ إلاّ عُشْرُ صلاتِهِ تُسْعُها ثُمْنُهَا سُبْعُهَا سُدُسُهَا خُمُسُهَا رُبُعُهَا ثُلُثُهَا نِصْفُهَا". أخرجه أبو داواد
في هذا الحديث الحث الأكيد والحض الشديد على الخشوع والخضوع في الصلاة وحضور القلب مع اللّه تعالى. قال الغزالي: والصلاة قد يحسب بعضها ويكتب بعضها دون بعض كما دل عليه هذا الخبر، والفقيه يقول الصحة لا تتجزأ ولكن ذلك له معنى آخر وفي بعض الروايات إن العبد ليس له من صلاته إلا ما عقل أي فيكتب له منها ما عقل فقط وذلك فضل عظيم عند اللّه لأن صلاته كانت في موجب الأدب أسرع إلى العقوبة منها إلى أن يكتب له ما عقل إذ لا يدري بين يدي من هو حتى يلتفت إلى غيره بقلبه وهو واقف راكع ساجد بجسده. وقال الحسن البصري: كل صلاة لا يحضر فيها القلب فهي إلى العقوبة أسرع. وقال بعضهم: كل صلاة كانت منك عن ظهر غيب مختلط بأنواع العيوب وبدن نجس بأقذار الذنوب ولسان متلطخ بأنواع المعاصي والفضول لا تصلح أن تحمل إلى تلك الحضرة العلية. أما اليوم فأنت ترى أعدادا من المصلين لا يمتثلون أمر الله ( وقوموا لله قانتين) [سورة البقرة / 238] ولا يعقلون قول الله: (قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون) [سورة المؤمنون /1ـ2]. بل تجدهم في صلواتهم يقفون أمام الله وأحدهم ينظر في ساعته ، أو يعدل ثوبه ، أو يلقم إصبعه أنفه ، ويرمي ببصره يمنا وشمالا وإلى السماء ، ولا يخشى أن يخطف بصره، وأن يختلس الشيطان صلاته. وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن تسوية الحصى في السجود قال : " لا تمسح وأنت تصلي فإن كنت لا بد فاعلا فواحدة تسوية الحصى" وذكر أهل العلم أن الحركة الكثيرة المتوالية بغير حاجة تبطل الصلاة ، فكيف بالعابثين؟
$$$$$$$$$$$$$$$$$$$
" والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته